إن المتتبع لأخبار سوق العملات الرقمية، فقد الثقة في الأخبار والتوقعات والتحليلات اليومية، فأصبح من الصعب توجيهه وإقناعه بناء على التحليلين الفني والأساسي ولو كان صحيحا، وفقد أيضاً الثقة في تأثير شخصيات رائدة في مجال العملات الرقمية.
لكن ما يجب التفطن له، هو أن سوق العملات الرقمية عبارة عن موسمين تقريبا: موسم "الزرع" اي الاستثمار وموسم "الحصاد" اي جني الارباح ، ويجب أن نميز هنا بين الاستثمار والتداول ، فالمقصود هنا الاستثمار وليس التداول. ويمكن العودة الى هذا المقال بالتفصيل حول أيهما أفضل : الأستثمار أم التداول اليومي ولماذا؟
وبإختصار:
- فالتداول: يعتمد على الحضور والتتبع واليقظة ومتابعة أخبار التحليلين الفني والأساسي بشكل يومي.
- اما الاستثمار فهو اختيار عملة أو عدة عملات والاحتفاظ بها لمدة زمنية، ويفضل ان تكون في العملات القوية ذات مشاريع المميزة وتصنيف جيد في سوق العملات الرقمية كالاثريوم واللاتيت كوين وانقسامات البتكوين(الكولد والكاش).
ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا المجال، فأفضل استثمار هو: الذي يكون على عملة البتكوين، أب العملات الرقمية.
ففي هذا "الموسم الدموي" بالذات ، الذي يتكرر كل مرة الى مرتين في السنة، فإنه يتبعه موسم "اخضر" قد يحقق نتائج كبيرة، وقد لا يتجاوز قمة الموسم الأخضر السابق، وهنا يأتي اختيار وقت وعملة الاستثمار.
لكن للأسف الشديد، نحن نفكر في الربح ولا نتحمل حتى سماع كلمة خسارة، فاغلبنا يراقب استثماره بشكل يومي وقد تجده يحول كل مرة أوامر البيع وأوامر خاصية تحديد الخسارة بين الفينة والأخرى وهذا سبب اخر من أسباب تعميق الخسارة.اذا عقدت العزم على استثمار واعتقدت انك اشتريت في القاع، فقم بتحديد خاصية تحديد الخسارة في نسبة تتحملها.
فمثلا: أنا دخلت على "البتكوين كولد" في سعر 18 دولار وقررت أنها اذا بلغت سعر 10 دولار سأتخلص منها وبخسارة كبيرة، وتأتي هذه النسبة لكوني جمعت معلومات كبيرة على هذه العملة، واعرف أنها من فصيلة انقسام البتكوين، وبالتالي فربما تكون مشروعا ناجحا كما هو الحال مع البتكوين كاش، لذلك وضعت نسبة الخسارة تقارب النصف مخافة ان أضع 10٪ فتضرب امر ستوب لوز وتخسر بشكل سريع، لكن هذه النسبة تصلح للعملات التي تجهل مستقبلها ولديك شح في المعلومات عنها.
المهم، لكل شخص طريقته في تحديد العملة المناسبة ،وله أيضاً اختيار الوقت المناسب للاستثمار بها، لكن يجب عليه ان يتجرد من العواطف ويتقبل الخسارة كما يتقبل الربح، تلك قواعد اللعبة بكل روح تداولية.
وبناء على ما سبق، فإننا نرى أن الوقت مناسب للاستثمار على أساس أن جني الارباح سيكون في نهاية السنة كما هو العام الماضي، ودون الخوض في هل سيتكرر السيناريو ام لا؟ ، فالاكيد ان عملة البتكوين أصبحت تكلف اكثر فأكثر في قيمة تكلفة إنتاجها ولا يمكن أن تباع بأقل من قيمة إنتاجها، الا في حالة واحدة: اذا كان مجموع العملة غير محدود، فهنا يمكن ان يبقى السعر في تنازل، وهو امر مستبعد جداً لكننا أدرجناها حتى نبين متى سيبقى السعر تنازليا ، فهذه الفكرة رائجة ولا زال البعض(المشككون) يقولون ان عدد وحدات البتكوين غير معروف رغم انه محدد في الكوان ماركت كاب.
لذلك أخي المستثمر، لا داعي لتشغل نفسك بهذه النظريات التيولوجية وركز على الأهم وهو منطق التكلفة وصعوبة التعدين و خاصتي العرض والطلب.
بوادر انتعاش السوق من جديد.
ربما لاحظت أن حصة هيمنة البتكوين في السوق زادت الى سابق عهدها 2017، وفقد الأغلبية ثقتهم في مشاريع عملاتهم وهو آمر طبيعي، فسعر البتكوين متذبذ، اما سعر العملات الرقمية الاخرى يكاد يكون تنازلي بشكل دائم، وهو أمر طبيعي فاغلب العملات انفجرت بدون سبب، ولا مشروع جيد ولا حتى فريق يسهر على تحيين مستجداتها، مما اصبح لزاما، إرجاع العملات الى قيمها الحقيقية وهو ما نراه كل مرة خلال موسم او موسمين في السنة.
اخيراً :
نرى- ولست مجبرا على اتباع وجهة نظرنا- أن الدخول حاليا على بعض العملات المصنفة في المراتب الأولى فرصة ممتازة حاليا، وصحيح أنه يمكن ان يستمر النزول الى أسعار قياسية أخرى، لكن المرجح من خلال تجربتنا المتواضعة ومن خلال دورة السوق ان يكون هذا اخر قاع في نهاية "الموسم الدموي".
لذلك اختر لنفسك عملتك المفضلة وانتظر نهاية "موسم الحصاد" ولا تنس أن سوق العملات الرقمية مفتاحه الصبر الصبر الصبر، فمن يبع على عجل يعطي لمن يشتري على مهل ....بالتوفيق لنا جميعا في الموسم الجديد.
تعليقات
إرسال تعليق