تأثير "دانينج كروجر" على سعر البتكوين وآراء المحللين ما بين 100 الف دولار حتى 2000 دولار، فأين الخطأ؟
إن الثقة الزائدة في تحليل البتكوين تعني الجهل الزائد عن اللزوم، وهنا تنطبق علينا نظرية أو تأثير دانينج-كروجر "الجهل أو الأمية والمعرفة والثقة في النفس"(أنظر أخر المقال إذا كنت مهتما بالنظرية) وعليه، يجب التعامل مع تحليل عملة البتكوين بدون عاطفة وبمبدأ الشك المطلق في كل تحليل وبعيدا عن التكهنات والإحتمالات الموجهة من أطراف مشاركة في لعبة التلاعب بالأسعار.نعلم جميع أن المحللين الصغار والكبار، لا يعلمون عن التحليل الفني سوى نسبة ضئيلة، ويجهلون نسبة كبيرة إن لم أقل يجهلون كل شيء!لماذا هذا الكلام وفي هذه الظرفية بالذات؟
من خلال تتبعي لمدة 4 سنوات متتالية لتحليلات العديد من المتداولين والمحللين المحترمين والمشكورين على مجهوداتهم، وجدت نسبة قليلة جدا ممن أصابوا التحليل الفني، خاصة في المدى المتوسط والبعيد، أما المدى القصير فله عدة إحتمالات والراجح أنها "مصيبة".
حاليا، الكل يتحدث عن سعر البتكوين في 2000 دولار، وصراحة كنا من بين أول المواقع التي نشرت مقالا مطولا عن هذا التحليل طويل المدى، الذي يبدو صاحبه واثقا جدا من تحليله والذي إلى حدود الساعة لا يتعارض والتوجه العام للسعر البتكوين الحالي.
وتفاجئ العديد من المتداولين من كلام العديد من الشخصيات المالية الوازنة في سنة 2018 التي كانت تؤكد أن سعر البتكوين سيصل الى 50 الف دولار والبعض يقول 100 الف والأخر يقول 20 الف دولار خلال نهاية سنة 2018، والحقيقة التي وقفنا عليها هي أن البتكوين نزل إلى سعر حوالي3200 دولار؟
ماذا يعني هذا الكلام بالنسبة لنا كمتداولين صغار؟
سأبدأ من تجربتي المتواضعة، وبعدها لك أن تحكم على مدى توافق كلامي مع ما يخالج أفكارك حاليا.
"كلما أنعزل عن تتيع أخبار التحليل الفني والأساسي وأكتفي بما أراه وأفهمه وأدركه من مكتسباتي المعرفية ومن خلال الشارت الذي أمامي في المنصة، إلا وأحقق أرباحا مهمة، وأكون راضيا على عملي حتى في حالة الخسارة. وعندما أشارك في توصية مدفوعة أو مجانية ورغم الربح أكون غير راضي نسبيا، أما في حالة الخسارة، فلا إراديا يُصَب الغصب على صاحب التوصية، وهذا خطأ فادح نرتكبه جميعا إن لم يكن أغلبنا".
شرح النظرية حسب وجهة نظر "الفارمكون" وعلاقتها بالتداول والمتداولين والمحللين "الواثقين بأنفسهم":
تقول النظرية أن الجهلة والأغبياء واثقون في أنفسهم تمام الثقة وزيادة عن اللزوم بينما الخبراء والعلماء يرتابهم الشك والحيرة والتردد.إن تأثير دانينج كروجر ظاهرة نفسية خطيرة جدا يمكن أن تنطبق على كافي التخصصات العلمية والأدبية وحتى السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحتى في تحليل العملات الرقمية ...الخ.
ينتج هذا الشعور بالمعرفة المطلقة واليقينية، عندما يشعر المحلل أو المهتم بموضوع معين وغير المؤهل طبعا، أن كلامه صواب ويبالغ في تقدير مهاراته، بل الأكثر من ذلك يصبح دغمائيا في الفكر ومتعصبا لإراء الآخرين ومتهما ومتهجما علىيهم في نفس الوقت رغم صحة تحليلاتهم.
المضحك المبكي، هو عندما تجد أن هذا المحلل واثقا في نفسه ولا يضع إحتمالات العدم الكفاءة أو عدم المعرفة ولا يتكلم بتردد أو حيرة أو يجب توخي الحذر، حيث نجد العكس تماما يشعر المحلل الجاهل بثقة عالية عجيبة يولدها الجهل أكثر مما تولدها المعرفة كما قال داروين "الجهل يولّد الثقة أكثر مما تفعل المعرفة"
ويعتبر تفسير المدون "هيتم أحمد على موقع sasapost.com من بين أجمل وأفضل التحليلات التي إطلعت عليها وسأترك لكم رابط المقال هنا وهذا مقتطف من خلاصته:
التفسير الرئيسي للظاهرة، هو أن جهل الشخص يجعله غير قادر على معرفة حقيقة جهله أو عدم كفاءته، وذلك لأنه لو كان عنده القدر الكافي من العلم أو المعرفة لاستطاع أن يعرف مستواه الحقيقي وموقعه الفعلي بين أقرانه، أي أن المهارات التي يحتاجها الشخص ليكون جيدًا أو كفؤا في أمرٍ ما هي نفس المهارات التي يحتاجها لتحديد مستواه الحقيقي ومدى كفاءته في هذا الأمر بالمقارنة بالآخرين، وبالتالي لو لم يمتلك هذه المهارات في الأساس لن يستطيع أن يكتشف حقيقة ومدى جهله.
ولذلك أيضا نجد – نتيجة مباشرة لهذه النظرية – أن الأشخاص الأذكياء أو الأكثر خبرة ومعرفة بأمرٍ ما يعتقدون أن مستواهم أقلّ من مستواهم الحقيقي، ويعتقدون أن الأشياء التي يعرفونها أو يفعلونها بسهولة هي بالضرورة سهلة أيضًا بالنسبة لمعظم الناس، فيميلون أكثر إلى التواضع والتردد أو الشك باستمرار لأنهم وصلوا لمرحلة من العلم والخبرة جعلتهم يعرفون جيدًا أن هناك من هو أعلم منهم دائمًا وأنه ما زال أمامهم الكثير ليتعلموه.
تعليقات
إرسال تعليق